قصة حقيقية حدثت مع شاب سوري ، يروي لنا تفاصيلها :

لاجئون-سوريون-مسافرون

يقال أنه من درعا…. ولكن لم يقل من أي قرية.. شاب في أواخر العشرينيات… مفتول العضلات جميل الوجه أحمر الشعر نشر قصته وكتبتها الصحافة السويدية .

وصل منذ 15 يوما الى ليبيا عن طريق مصر لينتظر مع السوريين الباقين قدوم القارب الذي سيقلهم الى شواظئ أيطاليا ومنها سيكملون أغلبهم براً الى السويد ولكن لم يعطيهم ( المهرب ) تاريخاً محددا خوفا من السلطات والأجهزة الأمنية لأنه كما أخبرهم بأنه هناك مكآفأة من السلطات الليبية والأيطالية عما يعطي معلومات عن المهربين بعد الكوارث العديدة التي تعرض اللاجئين لها في البحر…. يومان مروا وأخبرهم المهرب بأن القارب سيغادر بعد ساعتان وعليهم التجمع بالمكان المحدد على الشاطئ للسفر…

صعد الشاب وصعد معه المئات وكانوا أكثرهم من سوريا… أبحر القارب وجلس الجميع على أرضية القارب وكان بجانبه شباب من دمشق ومقابله كان رجل بالأربعينيات يجلس مع زوجته التي تحمل طفلة كانت بين الحين والحين يسمع بكائها فكانت أمها تطعمها لتنام ومع مرور الوقت أخذ الكلام طريقه بين الموجودين على ظهر القارب يبدأ وعرف من الرجل أنهم من أدلب وأن البنت عمرها سنة وشهران… مرت ساعات ثقيلة وبدأ الظلام يخيم على القارب وعلى من فيه فالنهار يوشك على الغروب وفجأة بدأ القارب يرتفع وينخفض بهم وأزداد صوت ارتطام المياه وبدأ النسوة بالصياح… مال القارب الى اليمين فسقطوا جميعا فوق بعضهم وعاد القارب ومال الى اليسار بقوة أكثر ليدفع بعضهم بالهواء لخارج القارب ومع الضربة الثالثة سمعوا صوت تحطم خشب لتدخل الماء من كل الاتجاهات… كان الكثيرون يفلتون من الإمساك بالحاجز الخشبي المحطم ويسقطوا في الماء ليبتلعهم البحر ومن بينهم هذا الشاب الذي سحبه الماء ولكنه تمسك بقطعة من الخشب المحطم وفعل الكثيرون مثله…..

مرت دقائق معدودة ليجد نفسه يطفوا مع صياح الناس وشاهد الطفلة التي عمرها سنة ونصف تتخبط وتزعق بالمياه فانتشلها وحملها ووضعها بجانبه على قطعة الخشب… هدأ قليلا وقرر أن يتحمل وكان أحدهم يصيح مشجعا بأن يصمدوا… كان الظلام قد أسدل لونه الأسود ولم يكن هناك كثيرا من الأصوات فالكل يريد أن يوفر من طاقته لأنهم عرفوا أنهم سيبقون لساعات في البحر قبل أن يكتشفوا مكانهم….

كانت الساعات ثقيلة على الجميع.. كان ينزل بين الفترة والفترة للمياه ليترك مكانه للطفلة التي لم تسكت ولم تكف عن البكاء وحين تغفو كان يصعد ليدفئ جسده من برودة المياه…

لاح الأمل مع الساعات الأولى للصباح ووصلت فرق الإنقاذ وكان الشاب ينتظر ليعرف ان كان والدا الطفلة مازالوا على قيد الحياة..

على الشاطئ بدأ يبحث عن الزوجان والدا الطفلة ومكث ينتظر قدوم الناجيين وكان متلهفا أن يجد أمها أو أباها على الأقل ولكن دون جدوى الطفلة كانت نائمة من التعب وكانوا يعطونها الحليب عندما تستيقظ ولكنها كانت تعود للنوم من كثرة تعبها. بقي الشاب والطفلة في المركز ليومين وبدأ تسجيل الأسماء حسب الإجراءات المتبعة… قرر أن لا يترك الطفلة في مركز الهجرة وأخبر السلطات بأنها أبنته وبعد ساعات كان يحملها على صدره متجها مع الآخرين الى الشمال الى مدينة ميلانو حيث تبدأ من هناك رحلته البرية الى السويد… الى هناك حيث سيجد حياة جديدة مع (حياة) طفلته الجميلة والتي أعطاها هذا الاسم فقد كُتب لهما أن يعيشا سوية حياة جديدة في بلاد بعيدة .

You are not authorized to see this part
Please, insert a valid App IDotherwise your plugin won't work.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *